يسأل قارئ أبلغ من العمر 42 عاما وأغار من زوجتى ودائما ما أشعر أنها ناجحة فى عملها أكثر منى وأفكر كثيرا فى إجبارها على ترك عملها حتى أتلاشى هذه الغيرة ولكن أرجع عن قرارى إلا أننى لا أعرف كيف أتعامل مع نجاح وشهرة زوجتى فما الحل؟
يجيب على هذا السؤال الدكتور محمد الحديدى مدرس الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة مشيرا إلى أن:
نجاح الزوجة فى العمل هو نجاح للزوج نفسه بعدما أتاح لزوجته فرصة وجوا مناسبا لهذا النجاح وينبغى أن يضع الرجال أمام أعينهم عدة اعتبارات شخصية منها أن نجاح زوجته فى جانب العمل الذى تمتاز به زوجته ليس هو النجاح الكامل فهناك جوانب أخرى اجتماعية وثقافية قد يجد نفسه متفوقا عليها فمثلا قد يكون له علاقات اجتماعية أفضل من زوجته بسبب انشغالها الدائم بعملها وأيضا هناك جوانب ثقافية ومعرفية من الممكن أن يكون هو متفوق فيها فهناك قدرات ونقاط مختلفة وكثيرة أن أفرد الزوج لنفسه الحديث فيها أو العمل فى نطاقها لوجد نفسه متميزا وفعالا ربما أكثر من زوجته ونجاحها بمراحل.
كذلك عند اتخاذ القرار قد يكون هناك للرجل بعض الأفضلية بسبب عمل زوجته فى اتخاذ قرارات قد تكون متعلقة بالمنزل خاصة بعد انقضاء مواعيد عمله فمن الممكن أن يجد نفسه مديرا لمنزله وقراراته هو وزوجته على حد سواء ومن ثم يجد فى نفسه نجاحا آخر.
كذلك لا ينبغى أن ينظر الرجل لزوجته فى نجاحها على محمل التنافس أو الغيرة فكلاهما مكمل للآخر وكلنا بشر وكل اثنين يختلفان فى طريقة النجاح والايجابيات كما قد يختلفان فى طريقة الفشل والسلبيات وكذلك قد يتفقا فى بعض الأمور فما الداعى للقلق أو التوتر بشأن الجانب الآخر لذا يجب على الزوج ألا يمنع زوجته من العمل طالما عملها لم يؤثر على دورها فى القيام بمهامها وأعبائها المنزلية حتى لا يكون هذا النزاع الفكرى أيضا والذى قد يرتبط بشخصية بعضا من الرجال المصريين سببا أساسيا فى الانفصال فيما بعد.
كذلك يشير الحديدى قائلا "نجاح أحد الزوجين وصعوده خطوة فى سلم النجاح إنما هو نجاح للآخر فى الأخذ بيد الناجح ليصعد هذا السلم".
الكاتب: أمين صالح
المصدر: موقع اليوم السابع
